السبت، 21 مايو 2016

معجزة الامامين الحسن والحسين صلوات الله عليهما


عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده عليهما‌السلام قال : مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المرضة التي عوفي منها فعادته فاطمة سيدة النساء ومعها الحسن والحسين عليهما‌السلام قد أخذت الحسن بيدها اليمنى وأخذت الحسين بيدها اليسرى وهما يمشيان وفاطمة بينهما حتى دخلوا منزل عائشة ، فقعد الحسن عليه‌السلام على جانب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الايمن والحسين عليه‌السلام على جانب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الايسر فأقبلا يغمزان ما يليهما من بدن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فما أفاق النبي صلى الله عليه وآله من نومه.

فقالت فاطمة للحسن والحسين : حبيبي إن جدكما قد غفا فانصرفا ساعتكما هذه ودعاه حتى يفيق وترجعان إليه ، فقالا ، لسنا ببارحين في وقتنا هذا فاضطجع الحسنعلى عضد النبي الايمن ، والحسين على عضده الايسر فغفيا وانتبها قبل أن ينتبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد كانت فاطمة عليها‌السلام لما نام انصرفت إلى منزلها فقالا لعائشة : ما فعلت امنا؟ قالت : لما نمتما رجعت إلى منزلها.

فخرجا في ليلة ظلماء مد لهمة ذات رعد وبرق وقد أرخت السماء عزاليها فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور والحسن قابض بيده اليمنى على يد الحسين السيرىوهما يتماشيان ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار ، فلما بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين يأخذان فقالالحسن للحسين : إنا قد حرنا وبقينا على حالتنا هذه ، وما ندري أين نسلك؟ فلا عليك أن ننام في وقتنا هذا حتى نصبح ، فقال له الحسين عليه‌السلام : دونك يا أخي فافعل ما ترى ، فاضطجعا جميعا واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما.


وانتبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن نومته التي نامها فطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه وافتقدهما ، فقامصلى‌الله‌عليه‌وآله قائما على رجليه ، وهو يقول : إلهي وسيدي ومولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة والمجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما فسطع للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار فاذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق فهي تمطر كأشد مطرما رآه الناس قط وقد منع الله عزوجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان لا يمطر عليهما قطرة وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب وجناحان جناح قد غطت به الحسن ، وجناح قد غطت به الحسين.

فلما أن بصر بهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تنحنح فانسابت الحية وهي تقول : اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك أن هذ ين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين صحيحين فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيتها الحية ممن نت؟ قالت : أنا رسول الجن إليك قال : وأي الجن؟ قالت : جن نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من

كتاب الله عزوجل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي : أيتها الحية هذان شبلا رسول الله فاحفظيهما من العاهات والافات ، ومن طوارق الليل والنهار ، فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الاية وانصرفت.

فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن فوضعه على عاتقه الايمن ووضع الحسين على عاتقه الايسر وخرج علي عليه‌السلام فلحق برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له بعض أصحابه : بأبي أنت وأمي ادفع إلي أحد شبليك اخفف عنك فقال : امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك ، وتلقاه آخر فقال : بأبي أنت وامي ادفع إلي أحد شبليك اخفف عنك فقال : امض فقد سمع الله كلامك ، وعرف مقامك.

فتلقاه علي عليه‌السلام فقال : بأبي أنت وامي يارسول الله ادفع إلي أحد شبلي وشبليك حتى اخفف عنك ، فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الحسن فقال : ياحسن هل تمضئ إلى كتف أبيك؟ فقال له : والله ياجداه إن كتفك لاحب إلي من كتف أبي ، 

ثم التفت إلى الحسين عليه‌السلام فقال : يا حسين هل تمضي إلى كتف أبيك؟ فقال له : والله يا جداه إني لاقول لك كما قال أخي الحسن إن كتفك لاحب إلي من كتف أبي ، فأقبل بهما إلى منزل فاطمة عليها‌السلام وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين أيديهما فأكلا وشبعا وفرحا.

فقال لهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قوما الان فاصطرعا ، فقاما ليصطرعا ، وقد خرجت فاطمة في بعض حاجتها ، فدخلت فسمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : إيه يا حسن شد على الحسين فاصرعه ، فقالت له : يا أبه واعجباه أتشجع هذا على هذا؟ تشجع الكبير على الصغير؟ فقال لها : يا بنية أما ترضين أن أقول أنا : يا حسن شد على الحسين فاصرعه وهذا حبيبي جبرئيل يقول : يا حسين شد على الحسين فاصرعه.

المصدر :امالي الصدوق
بحار الانوار : ج 43 ص 266-268

0 التعليقات:

إرسال تعليق