الأحد، 22 مايو 2016

صفة الجنة



« وقال تعالى » : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ( 107 ) خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ( 108 ) ) سورة الكهف


عن عبدالله بن علي أنه لقى بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه واله) فسأله فيما سأله عن وصف بناء الجنة قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول :

 إن سور الجنة لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ولبنة من ياقوت ، وملاطها المسك الاذفر ، وشرفها الياقوت الاحمر والاخضر والاصفر ، قلت : فما أبوابها؟ قال : أبوابها مختلفة : باب الرحمة من ياقوتة حمراء قلت : فما حلقته؟ قال : ويحك كف عني فقد كلفتي شططا ،

 قلت : ما أنا بكاف عنك حتى تؤدي إلى ماسمعت من رسول الله (صلى الله عليه واله) ي ذلك ، قال : اكتب :بسم الله الرحمن الرحيم أما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له ، وأماباب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة مايينهما خمسمائة عام له ضجيج وحنين يقول :

 اللهم جئني بأهلي ، قلت : هل يتكلم الباب؟ قال : نعم ينطقه ذوالجلال والاكرام ، وأما باب البلاء ، وقلت ، أليس باب البلاء هو باب الصبر؟ قال : لا ، قلت : فما البلاء؟ قال : المصائب والاسقام والامراض والجذام ، وهوباب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقل من يدخل منه؟! 

قلت : رحمك الله زدني وتفضل علي فإني فقير ، قال : ياغلام لقد كلفتني شططا ، أما الباب الاعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عزوجل المستأنسون به ، قلت رحمك الله فإذا دخلوا الجنة ماذا يصنعون؟ قال : 

يسيرون على نهرين في مصاف في سفن الياقوت ،مجاذيفها اللؤلؤ ، فيها ملائكة من نور ، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها ، قلت : رحمك الله هل يكون من النور أخضر؟ قال : إن الثياب هي خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ، 

يسيرون على حافتي ذلك النهر ، قلت : فما اسم ذلك النهر؟ قال : جنة المأوى ، قلت : هل وسطها غير هذا؟ قال : نعم جنة عدن وهي في وسط الجنان فأما جنة عدن فسورها ياقوت أحمر ، وحصباؤها اللؤلؤ ، قلت : فهل فيها غيرها؟ قال : نعم جنة الفردوس ، قلت : وكيف سورها؟ قال :

 ويحك كف عني حيرت علي قلبي ، قلت بل أنت الفاعل بي ذلك ، ما أنا بكاف عنك حتى تتم لي الصفة وتخبرني عن سورها ، قال : سورها نور ، فقلت : والغرف التي هي فيها ، قال : هي من نور رب العالمين ، قلت : زدني رحمك الله ، قال : ويحك إلى هذا انتهى بنا رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ، طوبى لك إن أنت وصلت إلى بعض هذه الصفة ، وطوبى لمن يؤمن بهذا ، الخبر. 

امالي الصدوق ص ١٢٨ ـ ١٢٩ 
بحار الانوار: ج 8 ص 116

0 التعليقات:

إرسال تعليق