السبت، 28 مايو 2016

العلامة السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه

وبالاسناد عن أبي الاديان قال: كنت أخدم الحسن بن علي العسكري عليه السلام وأحمل كتبه إلى الامصار، فدخلت عليه في علته التي توفي فيها وكتب معي [ كتبا ] فقال:

امض بها إلى المدائن، فانك ستغيب خمسة عشر يوما، وتدخل إلى " سر من رأى " يوم الخامس عشر، وتسمع  الواعية في داري، وتجدني على المغتسل. قال أبو الأديان: فقلت يا سيدي فإذا كان ذلك (1) فمن ؟.1) زاد في نسخة من ط " من بعدك "

قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي. فقلت: زدني ؟ قال: من يصلي علي فهو القائم بعدي. فقلت: زدني ؟ قال فمن خبر بما في الهميان (2) فهو القائم بعدي. فمنعتني هيبته أن  أسأله ما في الهميان، وخرجت بالكتب إلى المدائن

. 2) " من خبر بالهميان " . الهميان: كيس تجعل فيه النفقة، ويشد على الوسط.

وأخذت جواباتها، ودخلت " سر من رأى " يوم الخامس عشر كما قال عليه السلام. فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به على المغتسل، وإذا أنا بجعفر الكذاب أخيه بباب الدار والشيعة من حوله ، يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي:

إن يكن هذا الامام فقد بطلت الامامة، لاني كنت أعرفه يشرب النبيذ  ويقامر في الجوسق (1) ويلعب بالطنبور (2)، فتقدمت بغتة (3)، فعزيت وهنيت، فلم يسألني عن شئ. ثم خرج " عقيل " غلام العسكري فقال: يا سيدي قد كفن أخوك، فقم فصل عليه.

(1)الجوسق : قرية كبيرة من دجيل من أعمال بغداد
(2) الطنبور والطنبار: آلة طرب ذات عنق طويل لها أوتار من نحاس.
(3) " تقية وعزيت " د، ق.

فدخل جعفر والشيعة من حوله، فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي عليهما السلام على نعشه مكفنا، فتقدم جعفر ليصلي عليه فلما هم بالتكبير، خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط (1) وبأسنانه تفلج (2) فجذب رداء جعفر، وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر وقد اربد  وجهه، فتقدم الصبي، وصلى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه.

(1) قط الشعر وقطط: كان قصيرا جعدا.
(2)  قال ابن الاثير في النهاية: 3 / 468 في صفته عليه السلام: " أنه كان مفلج الاسنان "

ثم قال لي يا بصري هات جوابات الكتب التي معك. فدفعتها إليه، وقلت في نفسي: هذه علامتان اثنتان، بقي الهميان. ثم خرجنا إلى جعفر وهو يزفر، فقال له حاجز الوشا: يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه (1) ؟ فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه.

(1)  " ليقيم الحجة على جعفر

فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته فقالوا: فمن [ بعده ] ؟ فأشار بعض الناس إلى جعفر بن علي. فسلموا عليه وعزوه، وقالوا: معنا كتب ومال، فقل لنا (2): ممن الكتب، وكم المال ؟ فقام جعفر ينفض أثوابه،

(2)" وقالوا: كنا نجى إلى أبى محمد فنقول: د، ق.

ويقول: يريدون منا أن نعلم  الغيب وخرج جعفر. قال:
فجاء الخادم وقال: معكم  كتب فلان، وفلان، وفلان، وهميان فيه ألف دينار، وعشرة دنانير فيها مطلية. فدفعوا الكتب والمال وقالوا: الذي وجه بك لاخذ المال، هو الامام، فان جميع ذلك كذلك. [ قال أبو الأديان: فعلمت صحة ما قاله الحسن عليه السلام من أمر الهميان ]. فدخل جعفر الكذاب على المعتمد وكشف له وجود خلف (1) الحسن،
(1)" ولد " ه‍، ط. [ * ]

فوجه المعتمد بخدمه، فقبضوا على صيقل (1) الجارية، وطالبوها بالصبي، فأنكرته وادعت حبلا بها لتغطي حال الصبي. فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبلغهم  موت عبد الله  بن يحيى ابن خاقان فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت من أيديهم والحمد لله [ رب العالمين ]

الخرائج  والجرائح ج 3 ص 1101

(1)" صقيل " أم الامام الحجة عليه السلام (مخطوط)

0 التعليقات:

إرسال تعليق